احمرار العينين عند الاستيقاظ من النوم: الأسباب وطرق العلاج
يعتبر احمرار العينين عند الاستيقاظ من النوم مشكلة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص، وقد تثير هذه الظاهرة تساؤلات حول السبب وراء حدوثها، سواء كان ذلك بسبب التعب أو التهابات العين أو حتى مشاكل صحية أخرى. تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى احمرار العينين، كما أن تأثيرها يختلف من شخص لآخر، حيث قد يكون الأمر مجرد حالة عابرة تتلاشى مع مرور الوقت أو قد يشير إلى مشكلة صحية تتطلب التدخل الطبي. في هذا المقال، سنتناول أسباب احمرار العينين عند الاستيقاظ من النوم وكيفية علاجها والوقاية منها.
أولًا: ما هو احمرار العينين؟
احمرار العينين يشير إلى زيادة تدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة التي توجد في بياض العين. هذه الأوعية تصبح أكثر وضوحًا عندما تكون العين متهيجة أو ملتهبة. يمكن أن يحدث هذا الاحمرار نتيجة لعدة عوامل، سواء كانت مرتبطة بالتلوث البيئي، أو العوامل الصحية، أو حتى عادات النوم.
ثانيًا: الأسباب المحتملة للاحمرار عند الاستيقاظ
-
الجفاف:
يعد جفاف العين أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى احمرار العينين عند الاستيقاظ من النوم. يحدث جفاف العين عندما لا يتم إنتاج كمية كافية من الدموع لترطيب سطح العين. أثناء النوم، تقل حركة الجفون، مما يؤدي إلى تبخر الدموع التي تفرزها العين، وبالتالي يتعرض سطح العين للجفاف، مما يؤدي إلى احمرار العينين. الجفاف يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل مثل تكييف الهواء، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، أو التعرض لأجواء ملوثة. -
التهاب العينين (التهاب الملتحمة):
التهاب الملتحمة أو ما يُعرف بالعين الوردية هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للاحمرار. يحدث هذا الالتهاب بسبب الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو نتيجة للحساسية. إذا كان الشخص يعاني من التهاب في الملتحمة، فإن العينين تصبحان حساستين، ويشعر المريض بالحكة والاحمرار خاصة بعد الاستيقاظ من النوم. قد يترافق هذا مع إفرازات صديدية أو مائية تلتصق بالجفن أثناء النوم، مما يزيد من التهيج عند فتح العينين. -
الحساسية:
تعد الحساسية من المواد المثيرة مثل حبوب اللقاح، أو الغبار، أو المواد الكيميائية، أحد العوامل الشائعة التي تساهم في حدوث احمرار العينين. خلال الليل، قد تكون العين أكثر عرضة للتلامس مع هذه المواد الحساسية دون أن يشعر الشخص، مما يؤدي إلى احمرار العينين عندما يستيقظ في الصباح. الحساسية يمكن أن تسبب التهابًا في الأنسجة المحيطة بالعين مما يؤدي إلى احمرار شديد. -
استخدام العدسات اللاصقة:
الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة قد يعانون من احمرار العينين بشكل أكثر شيوعًا عند الاستيقاظ. العدسات اللاصقة قد تتسبب في جفاف العينين بسبب تقليل وصول الأوكسجين إلى سطح العين، مما يؤدي إلى تهيج الأنسجة وظهور الاحمرار. إذا ترك الشخص العدسات على عينيه أثناء النوم، فإن هذا يزيد من احتمالية حدوث الاحمرار بشكل ملحوظ. -
التعرض للإضاءة الساطعة أو التلوث:
التعرض الطويل لأشعة الشمس أو الإضاءة الساطعة، خصوصًا في فترات ما قبل النوم، يمكن أن يساهم في تهيج العينين وظهور الاحمرار. كما أن التلوث البيئي الناتج عن الدخان، والغبار، والملوثات الجوية الأخرى يمكن أن يؤدي إلى تراكم المواد المثيرة في العين أثناء الليل مما يؤدي إلى احمرار العينين عند الاستيقاظ. -
التعب والإرهاق:
قلة النوم أو النوم غير المريح تؤدي إلى تعب العينين. يمكن أن يكون هذا التعب نتيجة لضغط العمل أو الإجهاد العصبي أو حتى بسبب استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة قبل النوم. في هذه الحالة، يتعرض سطح العين للإجهاد بسبب نقص الراحة الكافية مما يؤدي إلى تهيج العينين وظهور الاحمرار عند الاستيقاظ. -
التغيرات الهرمونية:
قد تؤدي التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل أو الدورة الشهرية إلى زيادة حساسية العينين وتسبب احمرارها. كما أن التغيرات الهرمونية قد تؤثر على إفرازات الدموع في العين مما يؤدي إلى جفاف العين وتهيجها. -
مشاكل صحية أخرى:
بعض الأمراض أو الحالات الصحية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم قد تزيد من احتمالية ظهور احمرار العينين، خاصة إذا كانت هذه الحالات تؤثر على الدورة الدموية أو الصحة العامة للعينين. أيضًا، بعض الأدوية قد تكون لها آثار جانبية مثل جفاف العينين والتهيج.
ثالثًا: طرق الوقاية والعلاج
الوقاية:
-
الحفاظ على ترطيب العين:
يمكن للمرطبات العينية مثل القطرات المائية أن تساعد في ترطيب العينين ووقايتهما من الجفاف. يُنصح باستخدام مرطبات العيون الخالية من المواد الحافظة في حال كان الشخص يعاني من جفاف مزمن للعين. -
الابتعاد عن المواد المثيرة للحساسية:
إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه بعض المواد مثل الغبار أو حبوب اللقاح، فيجب تجنب التعرض لها خاصة في الليل. يمكن استخدام أغطية واقية على الوسائد أو استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل الغرف. -
استخدام النظارات بدلاً من العدسات اللاصقة:
إذا كان الشخص يعاني من مشاكل متكررة مع العدسات اللاصقة، فيُفضل استبدالها بالنظارات أو تجنب ارتداء العدسات أثناء النوم لمنع جفاف العين. -
تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم:
يساهم الضوء الأزرق الناتج عن الشاشات الإلكترونية في تعب العينين، لذا من الأفضل تقليل وقت استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر قبل النوم. -
النوم الجيد:
من المهم الحصول على قدر كافٍ من النوم الجيد والمريح لتجنب الإرهاق الذي يؤدي إلى تهيج العينين. يجب أن يلتزم الشخص بنظام نوم منتظم.
العلاج:
-
استخدام قطرات العين:
تُعتبر القطرات المرطبة من أفضل الحلول لعلاج جفاف العين الناتج عن النوم. يمكن استخدامها لتخفيف الاحمرار والحكة الناتجة عن الجفاف. -
علاج التهاب الملتحمة:
في حال كان الاحمرار ناتجًا عن التهاب الملتحمة، يوصى باستخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب مثل المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات، وفقًا للسبب وراء التهاب العين. -
استشارة الطبيب:
إذا كانت المشكلة مستمرة أو مصحوبة بأعراض أخرى مثل ألم في العين أو فقدان في الرؤية، فيجب استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق والحصول على العلاج المناسب. -
العلاج بالكمادات الدافئة:
يمكن وضع كمادات دافئة على العينين لمدة 10-15 دقيقة للتخفيف من الاحمرار والتهيج. يساعد هذا العلاج في تحسين الدورة الدموية في العين وتخفيف الالتهابات.
الخاتمة
احمرار العينين عند الاستيقاظ من النوم يعد من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تكون ناتجة عن مجموعة متنوعة من الأسباب، مثل جفاف العين، التهاب الملتحمة، الحساسية، واستخدام العدسات اللاصقة، أو حتى قلة النوم والإرهاق. من خلال معرفة الأسباب المتنوعة لهذه الظاهرة، يمكن اتخاذ خطوات للوقاية والعلاج المناسب. يتعين على الأفراد مراقبة الأعراض المرتبطة باحمرار العينين، وفي حال استمرار المشكلة أو تطور الأعراض، يجب استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

